الاتصال التعليمي

الاتصال التعليمي 

أولا : تعريف الاتصال والاتصال التعليمي

توجد تعريفات عديدة لمفهوم الاتصال Communication ويرجع ذلك إلى أن عملية الاتصال لا ترتبط بميدان واحد من ميادين الحياة بل تدخل في جميع ميادين الحياة : الاجتماعية والسياسية والهندسية والاقتصادية والتربوية، وكذلك ترتبط بالإنسان والحيوان والنبات.
  • في اللغة العربية، تشتق كلمة( اتصال)من الفعل الثلاثي "وصل" والمضارع منه "يصل" ويقال "وصل الشيء" أو "وصل إلى الشيء وصولا" أي بلغة وانتهى إليه.
  •  ويعرف علماء الاجتماع الاتصال بأنه : "تبادل المعلومات".
  • ويعرفه كمال زيتون (1998) بأنه : "عملية تفاعل بين طرفين حول رسالة معينة : أي مفهوم أو فكرة، أو رأي، أو مبدأ، أو مهارة، أو اتجاه إلى أن تصير الرسالة مشتركة بينهما"
  • ويعرفه رضا البغدادي (1999) بأنه : "عملية نقل الرسالة بين مرسل ومستقبل خلال فترة من الزمن، والعملية ليس لها بداية أو نهاية أو تسلسل في الأحداث"
  • ويعرفه حسين الطوبجي (2001) بأنه : "العملية Process أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر، وبذلك يصبح لهذه العملية عناصر ومكونات ولها اتجاه تسير فيه وهدف تسعى لتحقيقه ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها".
  • تعريف الاتصال : يمكن لنا تعريف الاتصال بأنه "عملية ديناميكية تتم باللغة اللفظية وغير اللفظية بين المرسل والمستقبل لنقل محتوى رسالة معينة من خلال القنوات المناسبة بغرض تحقيق أهداف معينة".
  • تعريف الاتصال التعليمي : وبتطبيق مفهوم "الاتصال" في ميدان التعليم ظهر مفهوم "الاتصال التعليمي" Instructional Communication والذي يمكننا تعريفه بأنه : "عملية تفاعل مشتركة بالرموز اللفظية وغير اللفظية بين المعلم والمتعلم حيث يقدم الأول خبرات تعليمية (معرفية ومهارية ووجدانية) من خلال القنوات المناسبة بغرض تحقيق نتاجات تعليمية مرضية".


ثانيا : المنظور الإسلامي للاتصال
الاتصال هو أساس الحياة بين البشر، وبالاتصال تتقارب الشعوب والقبائل والأمم وتنصهر الثقافات وتذوب الفوارق بين الطبقات، والدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى الاتصال وإلى التعارف والتآلف. ويقول الله سبحان وتعالى في كتابه العزيز : ﴿ يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقكم إن الله عليم خبير ﴾

ويأخذ الاتصال في المنظور الإسلامي عدة أشكال هي :
  • الاتصال الروحي الإلهامي :
وهو يتمثل في اتصال الأنبياء بالله عز وجل من خلال الوحي واتصال المؤمنين برب العرش العظيم من خلال الصلاة والدعاء، وهذا الاتصال موجود منذ خلق الله آدم وأنزله ليعمر الأرض، وأنزل معه الهدى الذي أبلغه آدم إلى أولاده وهم بالتالي قاموا بإبلاغه إلى من جاء بعدهم، قال تعالى: ﴿ يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقكم إن الله عليم خبير ﴾
ويتمثل أيضا هذا الاتصال بين العبد وربه – الذي يمثل أرقى أنواع الاتصال – فيما وصف به موسى بأنه "كليم الله". وقال تعالى في اتصال المؤمنين بربهم عز وجل : ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ وقال تعالى: ﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾  وقال الرسول "إن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد"، وهذا يعتبر أرقى وأعمق درجات الاتصال الإنساني بالله عز وجل عندما يخضع ويتضرع الإنسان إلى ربه.
  • الاتصال الروحي العضوي :
ويرتبط هذا الاتصال بالحواس وهو أكثر أنواع الاتصال فعالية ويتمثل في ضم جبريل للرسول الكريم ثلاثا في أول مرة لنزول الوحي في غار حراء وقال له أقرأ.. وفي القرآن الكريم قوله تعالى : ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (


  • الاتصال الروحي الإنساني (الجماهيري)
يقول الله عز وجل في القرآن الكريم : ﴿يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكفرين  (. وقال تعالى ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (


ثالثا : سمات الاتصال من المنظور الإسلامي
للاتصال بين المسلم والمسلم وبين المسلم وغير المسلم، وبين المسلم ورب العرش العظيم مجموعة من السمات يمكن الاستدلال على بعضها من الكتاب والسنة النبوية المطهرة كما توضحها النقاط التالية :
1-    أن يتوفر حسن الظن في الاتصال بين المرسل والمستقبل
حسن الظن من الأمور الهامة التي يجب أن تتوافر في عملية الاتصال الإنساني بين المرسل والمستقبل، لأنه أساس نجاح هذه العملية، فإذا كان هذا في الاتصال بين الناس، فما بالك في الاتصال بين الإنسان وربه من خلال الصلاة وأداء الصدقة والدعاء. قال رسول الله عن ربه في الحديث القدسي : "أنا عند حسن ظن عبدي بي".
2-    أن تتوفر السرية في الاتصال
عندما يعبد الإنسان ربه في السر ويناجيه ويتقرب إليه، فتكون العبادات والصلوات والصدقات أكثر صدقا بعيدا عن العلن والجهر، فهذا أرقي وأسمى أنواع الاتصال. قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه".
والاتصال الإنساني يحتاج أيضا إلى السرية في بعض مواقفه مثلا : المواقف التي تتعلق بالصالح العام، مع العلم أن هناك مواقف اتصال تحتاج إلى الجهر والإعلان، ولقد نهى الإسلام عن إفشاء الأسرار في الأحاديث أو نقلها بين الناس. قال الرسول : "إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة".
3-أن يتوفر في الاتصال القول الحسن وقول الخير والبعد عن القول الباطل أو الصمت
وأسمى درجات الاتصال التي يمارسها المسلم مع ربه تكون من خلال الصلاة والأذكار والأدعية عندما يلتقي المسلم مع ربه تقربا وتضرعا وأملا في قبول مطلبه. يقول الرسول : "أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد"، وقال الرسول : "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا، أو ليصمت"، وقال الرسول : "رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم".
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله علية وسلم فقال دلني على عمل يدخلني الجنة قال : "أطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان". قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾
4-أن تتوفر الشفافية والتأثر وقوة الاتصال الإيماني بين العبد وربه
عندما يستمع المسلم إلى تلاوة القرآن الكريم في المذياع أو في التليفزيون نلاحظ التأثر والروحانية وصفاء النفس، ويصل التأثر إلى درجة البكاء ويتضح هذا في الآيات القرآنية الكريمة" : قال الله : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ , وقال تعالى : ﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين﴾
5- البعد عن الثرثرة والتكلف في الاتصال
قال  : "إن أبغضكم إلى وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون، المتفيهقون المتشدقون في الكلام". ويقول  : "أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف".
6- أن يخلوا الاتصال من السخرية
قال الله : ﴿يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون﴾
7- أن يتوفر في الاتصال الصدق وعدم الكذب
قال الله : ﴿والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)"


رابعاً: عناصر عملية الاتصال التعليمي
تعددت النماذج أو المخططات التي وضعها علماء الاتصال والتي توضح عناصر عملية الاتصال. وبتحليل بعض هذه النماذج وجدنا أن معظم عناصرها مشتركة في الموقف الاتصالي، ويمكن تلخيص عناصر عملية الاتصال وفقاً للمواقف التعليمية في النموذجين التاليين:
                 * نموذج الاتصال التعليمي التقليدي
                 * نموذج الاتصال التعليمي الحديث
1- نموذج الاتصال التعليمي التقليدي
وتتضح مكوناته أو عناصره من خلال الشكل التالي:


3-    نموذج الاتصال التعليمي الحديث
ويتكون من العناصر الموضحة في الشكل التالي:











ووفقاً للنموذجين السابقين التقليدي والحديث، تتكون عملية الاتصال التعليمي من عناصر أساسية مشتركة (المرسل والمستقبل والرسالة وقناة الاتصال)، ولكن يمتاز نموذج الاتصال الحديث بوجود عنصر خامس هو التغذية الراجعة، وفيما يلي تفصيل للعناصر الأساسية لعملية الاتصال كما يلي:

  • المرسل * الرسالة * الوسيلة * المستقبل * التغذية الراجعة

1-    المرسل ((Sender/ Encoder/ Source
هو العنصر الأول من عناصر عملية الاتصال وهو مصدر الرسالة التي يترتب عليها التفاعل في موقف الاتصال. والمعلم في الموقف التعليمي هو الذي يقوم بصياغة الرسالة أي وضعها في صورة ألفاظ أو رسوم أو رموز بغرض الوصول إلى هدف محدد. وقد يكون المرسل شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص وقد يكون آلة تعليمية.
ويجب أن تتوفر في المرسل (المعلم) مجموعة من الصفات والخصائص أو الشروط:
أن يكون المرسل :
  • متمكناً من تخصصه العلمي.
  • قادراً على التعبير الجيد عن رسالته أمام تلاميذه مع وضوح صوته.
  • ملماً بأنواع قنوات الاتصال.
  • ملماً بخصائص من يتعامل معهم من حيث العمر الزمني والمستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
  • قادراً على تحديد الهدف أو الأهداف من رسالته.
  • قادراً على تصميم وبناء مواقف تعليمية اتصالية جديدة.
  • قادراً على الاستجابة والرد على أسئلة التلاميذ.
  • مرناً في التعامل مع تلاميذه.
  • قادراً على التعامل بود ولطف مع تلاميذه.
  • قادراً على الاستخدام الجيد للغة اللفظية واللغة غير اللفظية.
  • قادراً على إيصال رسالته بطرق وأساليب متنوعة ومناسبة.
  • ملماً بمهارات الاتصال المختلفة.
  • قادراً على إثارة دافعية التلاميذ للتعلم.
  • قادراً على إدارة الموقف التعليمي الاتصالي إدارة فاعلة
  • قادراً على التعديل في رسالته أو في عملية الاتصال بناءً على التغذية الراجعة.

2-    الرسالة ( (Message
هي المحتوى أي المعلومات والمفاهيم والمهارات والقيم التي يُريد المرسل إرسالها إلى المستقبلين لتعديل سلوكهم، ويقوم المرسل بصياغتها باللغة اللفظية أو غير اللفظية أو بمزيج من اللغتين وفقاً لطبيعة محتوى الرسالة وطبيعة المستقبلين، وهي الهدف من عملية الاتصال. وتمر الرسالة بمرحلتين: المرحلة الأولى: وهي مرحلة تصميم الرسالة. المرحلة الثانية: هي مرحلة إرسال الرسالة أي تنفيذها وقد يتم التعديل في الرسالة المصممة وفقا للموقف الاتصالي. وتوجد مجموعة من النقاط أو الشروط التي يجب أن يراعيها المرسل أو المعلم أثناء إعداده وإرساله للرسالة:
  • أن يكون محتوى الرسالة مناسباً لميول وحاجات وقدرات التلاميذ ومستواهم المعرفي والثقافي.
  • أن يكون محتوى الرسالة صحيحاً علمياً وخالياً من التكرار والتعقيد.
  • أن تكون لغة الرسالة واضحة وبسيطة.
  • أن تكون الرسالة جذابة ومثيرة لانتباه وتفكير التلاميذ.
  • أن يعرضها المعلم بطريقة شائقة وغير تقليدية.
  • أن يلجأ المعلم إلى الإطناب أثناء تنفيذ الرسالة وهو إعادة جزء أو بعض أجزاء الرسالة بطريقة مختلفة وجديدة.
  • أن يختار المعلم الوقت والمكان المناسبين للتلاميذ لاستقبال الرسالة.
  • ن تسمح للتلاميذ بالمشاركة الفعالة.

3-    قناة الاتصال أو الوسيلة (Communication Channel / Media) 
وهي الأداة التي تحمل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، ومن أمثلة قنوات الاتصال التي تستخدم في مواقف الاتصال التعليمي: الكتب، المجلات، الصحف، التلفزيون، الراديو، الحديث الشفهي، الحاسوب، الإنترنت. وتتكون قناة الاتصال من أكثر من أداة اتصال: فمثلاً في الموقف الاتصالي التعليمي عندما يشرح المعلم الدرس، يعتبر الجهاز الصوتي للمعلم هو الأداة الأولى، ثم الهواء الذي يحمل الرسالة الأداة الثانية ثم الجهاز السمعي للمستقبل هو الأداة الثالثة. وتعتبر الحواس الخمس هي القنوات الناقلة للرسالة في عملية الاتصال. وتلعب الأجهزة دوراً في عملية الاتصال حيث تزيد من سعة الحواس، فعن طريقها يستطيع الإنسان الاتصال من بعد كالرؤية من بعد والسماع من بعد، مثل التليفون والتلفاز. ومن العسير فصل قناة الاتصال عن لغة الاتصال، فلا توجد لغة بدون أداة، فبدون الجهاز الصوتي لا يمكن للإنسان أن يخرج لغة لفظية تفهم، بل إن أي عطب في جزء من هذا الجهاز يشكل صعوبة في إلقاء الرسالة كسقوط سنة من الأسنان فالعلاقة تكاملية بين اللغة والأداة وغير قابلة للفصل. واللغات هي مزيج من تفاعل بين الأفكار وأدوات نقلها.
ومن العوامل التي قد تؤثر سلباً في الأدوات التي تنقل الرسالة، عملية التشويش (Noise) فلا تصل الرسالة واضحة، فمرور القطار بجوار المدرسة قد يؤثر على الاستماع الجيد للتلاميذ، كما أن بعض المعلومات التي تحمل تفاصيل غير ضرورية يمكن أن تحدث تشويشاً للرسالة. ويجب أن تتوفر في الوسيلة بعض الصفات أو الخصائص التي تحكم جودتها ومناسبتها للموقف التعليمي ومنها:
  • أن تكون الوسيلة التعليمية نابعة من المنهج الدراسي وتؤدي إلى تحقيق الهدف منها كتقديم المعلومات أو بعض المهارات.
  • أن تشوق المعلم وترغبه في الإطلاع والبحث والاستقصاء وتساعده على استنباط خبرات جديدة.
  • أن تربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة.
  • أن تجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني مع المحافظة على وظيفة الوسيلة.
  • أن تكون رخيصة التكاليف متينة الصنع.
  • أن تكون الوسيلة مناسبة ليستفاد منها في أكثر من مستوى.
  • أن يتناسب حجمها أو مساحتها أو صوتها وعدد الدارسين.
  • أن تتناسب الوسيلة والتطوير التكنولوجي والعلمي للمجتمع.
  • أن تكون الوسيلة واقعية أو قريبة من الواقع.


4-    المستقبل (Receiver/ Decoder/ Destination)
وهو العنصر الرابع من عناصر الاتصال، وهو الشخص أو مجموعة الأشخاص التي تتلقى الرسالة، ودور المستقبل هو فك رموز الرسالة ومحاولة فهم محتواها والتأثر بها، فهو أساس تصميم الرسالة فكل عناصر عملية الاتصال تعمل من أجل المستقبل (التلميذ)
ويجب أن تتوفر لدى المستقبل بعض النقاط أو الشروط الهامة:
  • تأهب المستقبل واستعداده لاستقبال الرسالة.
  • امتلاكه الخبرة اللازمة للاستقبال الجيد للرسالة.
  • القدرة على الإنصات الجيد للآخرين.
  • القدرة على تبادل الأدوار مع مرسل الرسالة.
  • القدرة على التفكير الناقد والابتكار.
  • شعوره بأهمية الرسالة.
  • تمكنه من اللغة اللفظية (شفهية وتحريرية) وغير اللفظية (إشارات وحركات...) بالقدر الذي يمكنه من استقبال الرسالة.
هذه هي الأربعة عناصر الرئيسية في عملية الاتصال في كلا النموذجين التقليدي والحديث (مع ملاحظة اختلاف طبيعة الأدوار في كلا النموذجين أي أن دور المرسل مثلاً في النموذج التقليدي يختلف عن دور نظيره في النموذج الحديث)، فإذا توقفت عملية الاتصال عند هذا الحد - أي اقتصر استقبال المستقبل للرسالة دون رد فعل منه فإنها تمثل النموذج التقليدي للاتصال والذي يقتصر على قيام المعلم بالشرح والإلقاء والتلقين والتكرار وقيام التلميذ بالاستماع والإنصات والخضوع والحفظ والاستظهار بدون أي مناقشات أو حوارات بينه وبين المعلم فبذلك تسير عملية الاتصال في اتجاه خطي وتنتهي عند استقبال التلميذ للرسالة ولا يهتم المعلم بحدوث أثر أو تعديل في سلوك التلميذ من خلال تلك العملية.

5-    التغذية الراجعة  (Feedback)  
وهي رد فعل المستقبل على الرسالة وفي هذه الحالة يصبح مرسلاً وتكتمل دائرة الاتصال الأولى، وتفتح دائرة الاتصال الثانية وهكذا، والتغذية الراجعة قد تكون إيجابية (الموافقة والقبول مثل إجابتك صحيحة ، تحريك الرأس من اليمين إلى اليسار...) وبالتالي تمثل التغذية الراجعة التفاعل والاستمرارية بين عناصر الاتصال، وتجعل عملية الاتصال دائرية حيوية ومستمرة مما يؤكد على أهمية تطبيق النموذج الحديث للاتصال التعليمي في فصولنا وقاعاتنا الدراسية بمراحلها المختلفة.
وللتغذية الراجعة فائدة كبيرة في الموقف التواصلي:
  • تمكن المعلم من معرفة تأثير رسالته على تلاميذه من خلال استجاباتهم المختلفة.
  • تؤكد على أن عملية الاتصال هي عملية تبادل للأدوار فمن كان مرسلاً يصبح بعد ذلك مستقبلاً ومن هو مستقبلاً يصبح بعد قليل مرسلاً وبالتالي تتحقق عملية التفاعل الإيجابي بين المعلم والتلميذ.




خامسا : نماذج عملية الاتصال

1-    نموذج لاسويل : Lasswell Model
لاسويل هو عالم سياسة وضع نموذجه عام 1948م ليرى مدى تأثيره على الرأي العام في أمريكا

ويحدد لاسويل عناصر عملية الاتصال من خلال الإجابة عن خمسة أسئلة هي :




#
السؤال
التحديد
1
من يقول ؟
المرسل
2
ماذا يقول ؟
الرسالة
3
لمن يقول ؟
المستقبل
4
بأي وسيلة أو قناة ؟
قناة الاتصال
5
ما التأثير ؟
التغذية الراجعة











ولتحميل بقية المحاضرة من هنا 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق